كتب / زهير هاشم
متابعات الخبــــر الســــــوداني
نحن مبسوطين… والمزارعين مبسوطين… وعمنا موسي تقزوز (غفير) المحلج ذاتو مبسوط…. في خطوة أعتقد انها حاسمة ومفصيلة تعكس شجاعة الموقف أصدر والي شمال كردفان قرارا بوقف ترحيل محلج اقطان السميح من موقعه الحالي الى حين الجلوس مع ملاك المحلج وعلى راسهم رجل الاعمال المعروف وجدي ميرغني…. القرار حظي بترحيب واسع من الاوساط الشعبية والزراعية في المنطقة لا سيما انه جاء في توقيت بالغ الحساسية بعد الحديث عن فقدان مورد اقتصادي مهم واستراتيجي يمثل احد مقومات الدورة الزراعية في ولاية شمال كردفان و بلا شك هذا القرار حمل في طياته اشارات واضحة ان الحكومة الولائية تعي تماما اهمية المشروع ومكانته في خارطة الانتاج الزراعي بشمال كردفان باعتبار ان المحلج شريان تنموي يربط بين المزارعين والاسواق ويعزز فرص التشغيل المحلي… كثيرون اعتبروا ان هذا القرار عزز الثقة في حكومة الولاية واثبت ان صوت المنتجين لا يضيع سدى اذا ما تضافرت الجهود والتقت الارادات على المصلحة العامة… وفي ذات السياق اعلن الوالي عن التزامه الكامل بتهيئة بيئة مشروع ابوحبل ليكون اكثر جذبا لاي استثمار قادم سواء كان وطنيا او خارجيا وتعد هذه الخطوة حجر الزاوية في مسار تطوير البنية الزراعية بالمنطقة اذ لا يكفي فقط الحفاظ على الموجود بل المطلوب الان هو الانتقال الى مرحلة التاهيل والتوسعة وجعل المشروع قادرا على استيعاب الطموحات المستقبلية وتوفير حوافز حقيقية للمستثمرين…. المرحلة القادمة تستوجب اعلى درجات التنسيق بين المنتجين وحكومة الولاية واصحاب المصلحة المباشرين…. لم يعد مقبولا ان نضيع الفرص في ظل ما تمتلكه كردفان من موارد بشرية وطبيعية واستراتيجية فوجود محلج متكامل في منطقة السميح يعني تعزيز القيمة المضافة للقطن المحلي ورفع جودة الصادر وتقليل الفاقد الزراعي وخلق فرص عمل جديدة للشباب وتحريك عجلة الاقتصاد الريفي بطريقة مدروسة وفعالة….. المطلوب الان هو العمل على بلورة رؤية تنموية تشاركية تجعل من مشروع ابوحبل نموذجا وطنيا يحتذى لا سيما في ظل الحاجة الماسة الى مشاريع اقتصادية قادرة على الصمود في وجه التحديات…. على الحكومة ان تمضي قدما في توفير البنية التحتية والخدمات المصاحبة وعلى المنتجين ان يتوحدوا في جبهة واحدة للدفاع عن حقوقهم الانتاجية وعلى رجال المال والاعمال ان ينظروا الى المشروع كفرصة استثمارية ذات جدوى عالية لا كعبء او تحد لوجستي…….