مثلث الموت على حدود السودان ومصر وليبيا: بوابة التهجير الفلسطيني وبؤرة الإرهاب القادمة برعاية إسرائيلية
كتب / مكاوي المليك
متابعات الخبــــر الســــــوداني
✍️ Makkawi Elmalik
ينسى كثيرون أن واحدة من أخطر بؤر التهديد الاستراتيجي في الإقليم تتشكل بهدوء..على مرمى حجر من حدود مصر وليبيا والسودان…إنها «الزاوية المظلمة» في الجغرافيا المسماة مثلث الحدود..حيث تلتقي حدود الدول الثلاث. وما لم يُحسم هذا المثلث سريعًا..فسيصبح بؤرة لمليشيات إرهابية دولية..ونقطة ارتكاز لمشروع تهجير الفلسطينيين إلى خارج أرضهم..بل قاعدة متقدمة لمخطط «إسرائيل الكبرى» في قلب إفريقيا
هذا التحذير ليس مبالغة ولا خيالًا سياسيًا…فحين تزايدت في الإعلام مؤخرا أخبار “ترحيل الفلسطينيين إلى ليبيا والسودان”لم تكن هذه الأنباء من فراغ..بل كانت بمثابة جس نبض شعوب هذه الدول..وإعلان تمهيدي لمخطط أكبر. إسرائيل..منذ أكتوبر 2023..حين أطلقت حرب الإبادة في غزة..تسعى لتنفيذ التطهير العرقي عبر تهجير أهل غزة قسريًا إلى الخارج
تموضع عسكري منظم
ما يجري اليوم في هذا المثلث ليس مجرد «مناوشات حدودية» أو تهريب بدائي…بل هو تموضع عسكري منظم..لقوات مرتزقة مدعومة بسخاء إماراتي وتنسيق استخباري إسرائيلي…هذا التمركز في قلب الصحراء يضمن سيطرة استراتيجية ل الامارات على:
• المعابر اللوجستية وخطوط التهريب
• الموارد المائية الجوفية
• المعادن الثمينة من الذهب إلى احتياطيات اليورانيوم المحتملة
لكنه أخطر من ذلك بكثير: إنه الضمان الجغرافي لمشروع تهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة وسيناء…إسرائيل تسعى إلى إفراغ الأرض وإتمام عملية التطهير العرقي..وتُخطط لاستغلال هذا المثلث كنقطة استقبال للاجئين الفلسطينيين في “مخيمات إنسانية” مزعومة
ضغوط على مصر والسودان
المرحلة الراهنة من المخطط وصلت إلى:
• إقامة معسكرات محددة للفلسطينيين في رفح..ونقل الآلاف إلى جنوب القطاع قرب الحدود المصرية
• الضغط على مصر للقبول بإحدى صيغتين: إما التهجير إلى سيناء..أو توطينهم في الصحراء الممتدة على الحدود السودانية المصرية الليبية
• الضغط على السودان عبر صفقتين: دعم المليشيا (قوات الدعم السريع) وتقسيم دارفور وزعزعة شمال السودان..أو قبول التوطين مقابل بيع “حميدتي” والتفاوض على دعم الحكومة السودانية للسيطرة على دارفور وكل السودان ومقابل حفنه من الدولارات
وفي ليبيا..تلعب إسرائيل دورًا خفيًا عبر دعم طموحات حفتر للسيطرة على كامل البلاد..مقابل ضمان مرور قوافل اللاجئين عبر المثلث الحدودي الصحراوي
مثلث حدودي أم مثلث جهنمي؟
السيطرة على هذا المثلث تعني شيئًا واحدًا استراتيجيًا: امتلاك «جيب» خارج السيادة الفعلية لأي دولة..على تماس مباشر مع مصر والسودان وليبيا
هنا..تستطيع إسرائيل – عبر وكلائها الإماراتيين ومرتزقة حفتر والدعم السريع وغيرهم – أن تنقل:
• السلاح والمقاتلين
• اللاجئين والنازحين
• شبكات التهريب والإرهابيين
ويمكن لها أن تنشر الفوضى وتبتز الأمن القومي المصري..وأن تضغط على السودان وليبيا ب اوراق كثيرة
هذه ليست تكهنات…الدعم السريع لم يحتل هذه النقطة مصادفة…العملية كانت مخططة وممولة ومنسقة بين إسرائيل والإمارات وحفتر…وجاءت في توقيت شديد الدقة:
• بعد عامين من حرب السودان التي استنزفت الجيش في الوسط والجنوب
• في ذروة انشغال مصر شمالًا في حرب غزة
• بينما تنشغل ليبيا بصراعاتها الداخلية
“حشد بدوي صغير”؟ لا. نواة جيش عميل
ما يصفه البعض بأنه مجرد «حشد مليشيا» هو في الحقيقة نواة جيش عميل يمكن تحريكه في أي اتجاه:
• تهديد العمق الزراعي المصري في الصحراء الغربية
• تعطيل مشروعات التنمية والبنية التحتية
• تحريك موجات اللاجئين والمهربين
• والأخطر: تحويل المنطقة مستقبلًا إلى مخيم استقبال ضخم للفلسطينيين المهجرين قسريًا من غزة
هذه الصفقة الدولية القذرة..التي تطبخ على نار هادئه ويجري التخطيط لها في الغرف المغلقة..تستهدف فرض “حل إنساني مؤقت” يصبح أمرًا واقعًا دائمًا..كما جرى في أماكن أخرى من العالم.
مشروع «إسرائيل الكبرى» في قلب إفريقيا
ينبغي ألا نكون سذجًا…إسرائيل منذ تأسيسها تعمل على توسيع نفوذها وحدودها..أو على الأقل نقل مشكلتها الديمغرافية خارج حدود 48. ما يحدث في غزة اليوم هو تنفيذ عملي لهذا المخطط:
• سحق المقاومة بدات من لبنان وبعدها سوريا واخرها كانت ايران
• تجريف السكان
• إرغامهم على خيارين: الموت تحت القصف أو الهجرة
لكن إلى أين؟
• إلى سيناء؟ مصر ترفض رسميًا..لكنها تتعرض لضغوط هائلة
• إلى الأردن؟ يرفض
• إلى الضفة؟ مستحيل أمنيًا
• إلى الصحراء السودانية المصرية الليبية؟ هذا هو “الحل البديل” الذي يجري إعداده حاليًا وبيننا الايام 🙂↕️
يُخطط له تحت غطاء “مخيمات إنسانية” تديرها منظمات دولية..لكنها في الحقيقة ستكون تحت حراسة مليشيات مأجورة لا يردعها قانون ولا سيادة دولة
هذه ليست المرة الأولى التي أحذر فيها…في مقالات سابقة..كشفت لكم المخطط بالتفصيل ..والآن ترون بأنفسكم أن الأخبار تتسرب عن اجتماعات وتفاهمات ومسارات تهجير قسري
حفتر واللعب المزدوج
ولا يقل خطورة في هذا الملف الدور المزدوج الذي يلعبه خليفة حفتر.
• الرجل يتلقى دعمًا مصريًا وتنسيق مع تركيا والضغط على الطرفين والاستفادة القصوى
• لكنه في الوقت ذاته هو الحليف المفضل للإمارات في ليبيا
• الإمارات هي الداعم الأكبر للدعم السريع بالسلاح والمال..وهي من تنسق مع إسرائيل بلا مواربة
قبل أيام فقط..كشفت مصادر إعلامية عن اجتماعات بين أبناء حفتر وضباط الموساد في مطار بن غوريون…هذا ليس تفصيلًا هامشيًا . أي صفقة إماراتية – إسرائيلية – ليبية لتهجير الفلسطينيين أو نشر المليشيات على حدود مصر تمر عبر حفتر..الذي:
• يضمن الغطاء الليبي
• يفتح الممرات الصحراوية
• يسهل إنشاء معسكرات دائمة في المثلث الحدودي
ليصبح هذا المثلث قاعدة عمليات مشتركة لا يمكن تطهيرها لاحقًا إلا بحرب واسعة باهظة التكاليف
ماذا لو لم يتم الحسم؟
إن لم يتم حسم هذا الوضع بسرعة..فستكون النتائج كارثية:
✅ تتحول المنطقة إلى مركز دائم للتهريب (سلاح – بشر – مخدرات – إرهابيين)
✅ تبتز إسرائيل مصر والسودان بورقة الأمن والهجرة
✅ يتحول المثلث إلى منطقة عازلة خارج السيطرة الفعلية..وقاعدة تدريب وتسليح على غرار صحراء مالي والساحل
✅ يُفرض على مصر والسودان لاحقًا التفاوض على قبول مخيمات فلسطينية ضخمة باعتبارها «حلًا إنسانيًا مؤقتًا» يتحول إلى دائم
✅ يتوسع النفوذ الأمني والاستخباراتي الإسرائيلي عبر شبكة «وكلاء» محليين: الدعم السريع، حفتر..المرتزقة الأفارقة
الحل الوحيد: الحسم
لا يوجد حل دبلوماسي يوقف هذا التمدد…أي تهاون عسكري اليوم سندفع ثمنه مضاعفًا غدًا
على مصر أن تحسم أمرها بالتنسيق المباشر والصريح مع الجيش السوداني الشرعي..بدل المراوغة أو محاولات الحلول الوسط
تأمين هذا المثلث ليس مجرد ضرورة سودانية مصرية . بل هو مسألة حياة أو موت للأمن القومي المصري
كل يوم تأخير هو يوم يُبنى فيه معسكر جديد..ويُشترى فيه ولاء جديد..وتُضخ فيه الأموال الإماراتية لشراء الأرض والسلاح والرجال
هذه ليست حدودًا صحراوية هامشية…إنها بوابة المشروع الصهيوني الأكبر – «إسرائيل الكبرى» – الذي لا يكتفي من النيل إلى الفرات..بل يمد أذرعه حتى قلب إفريقيا
أيها السادة في مصر والسودان..لا تخطئوا التقدير…إن لم تتحركوا الآن..فستُجبرون على التحرك لاحقًا بثمن أغلى ودماء أكثر
‼️هل يا ترى إسرائيل تلعب بالجميع خلف الكواليس—الكاهن السوداني..والفرعون المصري..والدكتاتور الليبي؟ الأيام وحدها ستكشف ذلك