ظللت لساعات .أطالع صور شهداء أم صميمة . منثورات حول سير بعضهم . شهادات معارف ورفقة . عابر ترحم عليهم وسائح طواف بنعي حولهم . ولاحظت ضمن كثير زوايا محددة . اغلبهم او كلهم تم نعيه بديباجة خلت عن الجهة او الولاية . إلا من لحق بإسمه لقب قريته ! فكأنما رسالة اولئك الرجال من (عرجة) الى (ناظم) و(بيرم) و(العزازي) تنسج رداء الوطن الذي توحد فيهم فعانقت في اللحد دنقلا بيرم فاشر عرجة وتكامل البقية فكتب الرواة على شواهد قبرهم إسم السودان جمعا .
هي ساعات بين ثباتهم الى إستشهادهم . بين حيز الصباح والظهيرة . قضاها غيرهم عن البعد في التلاوم المتعجل ثم الفرح الأعجل وقضوها هم بين جسد تحرقه مجامر الرصاص وروح صعدت على معارج النهايات المجيدة . ساعات قضاها بعضهم ينزف او يلزم نطق الشهادة وقضاها بعضنا هنا في تدابير سكن وإقامة او تلبية دعوة أنس . او بحثا عن ظل بارد وأنترنت ربما لنقد إتجاهات المعركة !
قلت وسأظل أكرر . نحن جميعا كلنا . ممتنون لاولئك العظماء . نابوا عنا ووفوا . وليس أقل أن نحفظ جميلهم . بان يظلوا قدواتنا . وامثلتنا . والنور الذي كلما اظلمت علينا المساحات والساحات أرشدنا الى الصحيح والسليم . وقبل هذا وبعده أن يكون اولئك الرجال وإخوتهم محل الرعاية والعناية والخلافة . بشكل وقدر يجعلهم هم الاولى والأساس والقاعدة في كل بر وخير وسد حاجة . وان يكون لهم النصيب الأكبر في كل يسر ونحن نتجاوز بهم كل عسر . لذا أتمنى بصدق صدوق وأمل عظيم أن تكون للشهداء مؤسسة .مؤسسة كبيرة . مؤسسة مؤسسة . إكرام الله لهم ابقى ولكن إكرام الدولة لهم واجب ولأسرهم
البوست السابق
قد يعجبك ايضا