تحقيق كولومبي صادم: الإمارات جنّدت مرت.زقة كولومبيين لتدريب أطفال سودانيين على الق.تال

متابعات الخبــــر الســــــوداني

لا سيلا فاسيا – ترجمة خاصة

في تحقيق استقصائي صادم نشره موقع La Silla Vacía الكولومبي، كُشف النقاب عن واحدة من أخطر الجرائم العابرة للحدود: تجنيد أطفال سودانيين وتدريبهم على القتال على يد مرتزقة كولومبيين تمولهم الإمارات، ضمن برنامج عسكري مرتبط بمليشيا “قوات الدعم السريع” المتورطة في الحرب الأهلية السودانية.

أطفال صغار يُدرَّبون على القتل

التحقيق، الذي أعده الصحفي سانتياغو رودريغيز ألفاريز، استند إلى شهادة مرتزق كولومبي سابق يُدعى “سيزار”، خدم لأربعة أشهر في السودان، وأكد وجود معسكرات تدريب تضم ما بين 1000 إلى 3000 مقاتل، بينهم مئات الأطفال بعمر 10 إلى 13 عامًا.

قال “سيزار”:

“نحن ندرّب الأطفال ليرسلوهم إلى الموت… كان الأمر بشعًا، لكنه جزء من الحرب”.

المعسكرات: قرب نيالا وتمويل إماراتي

أُقيمت معسكرات التدريب في مناطق جنوب مدينة نيالا، المعقل الرئيسي لقوات الدعم السريع. يشير التقرير إلى أن مطار نيالا يُستخدم كنقطة دخول المرتزقة الكولومبيين والأسلحة المتطورة من الإمارات عبر الصومال، ويظهر في أحد الفيديوهات طائرة تهبط في المطار، تم التحقق من موقعها جغرافيًا.

تدريب بأساليب حرب العصابات

المرتزقة الكولومبيون يدربون المجندين السودانيين، بمن فيهم الأطفال، على استخدام الأسلحة الثقيلة مثل الكلاشينكوف، قاذفات RPG، قناصات دراغونوف، ضمن تدريبات تستمر لأسابيع. الأطفال يظهرون في الصور التي حصل عليها التحقيق وهم يرتدون ملابس رثة وصنادل، بينما يشرف على تدريبهم رجال ببزّات عسكرية كريمية اللون.

جريمة حرب موثقة بالقانون الدولي

يؤكد التقرير أن تجنيد الأطفال دون سن 15 عامًا يعتبر جريمة حرب، بموجب اتفاقيات دولية وقّعت عليها كل من كولومبيا والسودان، وأن كولومبيا كدولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية ملزمة بملاحقة المتورطين من مواطنيها.

الخبير في هيومن رايتس ووتش “جان-بابتيست غالوبان” صرّح بأن:

“كولومبيا ملزمة قانونيًا بمحاسبة الكولومبيين المتورطين في هذه الجريمة الدولية”.

العملية تقودها شركة أمنية إماراتية

التحقيق يربط هذه الأنشطة بشركة أمنية إماراتية تُدعى GSSG، يملكها محمد حمدان الزعابي، الذي سبق أن ورد اسمه في تحقيقات دولية، ويُقال إنه يشرف على عقود المرتزقة وتدريبهم في قواعد قرب أبوظبي. وظهر الزعابي في صورة رسمية مع قادة عسكريين من أوغندا.

منسق المرتزقة: ضابط كولومبي متقاعد

العقيد الكولومبي المتقاعد ألفارو كيجانو يُعد منسق العملية، ويقيم في الإمارات. ويُتهم بعدم دفع مستحقات المرتزقة وإجبارهم على العمل دون عقود موثّقة. تعمل زوجته على تغطية النشاط عبر شركة كولومبية تُدعى A4SI، تم تغيير اسمها لاحقًا إلى Fénix، فيما ترتبط بها شركة أخرى مسجلة في بنما باسم Global Staffing S.A.

الخلاصة: أطفال يُدرّبون ليُقتلوا

يختم “سيزار” حديثه بتوصيف صريح للوضع:

“الكل يعرف أن هذا ليس عملًا شريفًا ولا قانونيًا، لكن كثيرين مستمرون… وهناك آخرون يدخلون السودان يوميًا لتدريب الأطفال على الحرب”.

⸻

ملاحظة قانونية:
إذا ثبتت صحة ما ورد في التقرير من خلال تحقيقات دولية مستقلة، فإن ما يحدث يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب تدخلًا دوليًا ومحاسبة الأطراف المتورطة