وجع الحروف | إبراهيم أحمد جمعة
متابعات الخبــــر الســــــوداني
من يقرأ التاريخ؟
سؤال جوهري نطرحه على بعض الحالمين بسقوط الأبيض، لأن المدينة العروس ظلت على مدى الحقب المختلفة صانعةً للأحداث العظام، ومخففًا للصدمة، وجدارًا للحماية الوطنية، لأنها مدينة ينصهر فيها الوجدان السوداني.
🥏وصناعة التاريخ في كردفان يعززها احتضانها للثورة المهدية، وتكوين نواة الدولة السودانية الحديثة بعد حصار طويل أدى لسقوط محمد سعيد (جراب الفول)، ومن بعيد تكوين مؤتمر الخريجين في العام 1942، حينها كان الدكتور باخريبة، والشاعر محمد عوض الكريم القرشي الذي تغنى لصياغة الوجدان الوطني، والثنائية التي جمعته بالفنان عثمان الشفيع تشكل عنوانًا لبوتقة الانصهار.
🥏وحرب الإشاعة والدعاية الموجهة أشرنا لها منذ أسابيع خلت، حين احتدم الخلاف بين قادة المليشيا الذين اختطوا منهج الضغط لتركيع أهل المدينة، وفات عليهم أن أهلها صناع للتاريخ، فهل تتكسر الأحلام عند حوافر الهجانة؟
🥏الشاهد أن المليشيا تلقت ضربات ساحقة في فسحة نورا بمدينة بارا، حيث سقط لها (66) عنصرًا، بينهم (43) قتيلًا، وتدمير عدد من العربات القتالية وصل في مجمله إلى (7) عربات، من بينها ثلاث عربات قتالية، وتظهر بالصور مشاهد حركة انسحاب عناصرها من المنطقة الشرقية إلى منطقة (أم فنخ) الواقعة على بعد (5) كيلومترات من كجمر، فهل تطيح سفافِيُّ الريح بعناصر المليشيا؟
🥏وفي منطقة أبو قعود الواقعة على بعد (50) كيلومترًا غربي الأبيض، تلقت المليشيا هزيمة أخرى شملت تدمير عدد كبير من العربات القتالية واستلام البعض، وما تحتاجه الأبيض تعزيز أمنها الداخلي وصناعة جُدُر للحماية تبدأ بالضغط على المتعاونين، والتركيز على بوابات الدخول، لأن استراتيجية المليشيا قائمة على الزج بعناصرها ضمن المهجرين والنازحين الوافدين من أهل القرى، فهل نشهد معالجات تقيم وضع البوابات وإجراءات التفتيش؟
🥏الإشارات أعلاه مجرد أحداث لجذب الأنظار بعيدًا، فالخطة التي تُعد تشترك فيها الحركة الشعبية، وينبغي مراقبة الطريق ما بين شمشكه وإيري القردود… السميح، فهل يدرك القائمون من أهل السيطرة الأمر؟
ولنا عودة
إبراهيم أحمد جمعة
الاثنين 4 /8 /2025