واشنطن تراجع تحالفها مع نيروبي.. هل تفقد كينيا صفة “الحليف الرئيسي من خارج الناتو”؟
متابعات الخبــــر الســــــوداني
في تطوّر لافت، بدأ مجلس الشيوخ الأمريكي إجراءات لمراجعة العلاقات العسكرية والاستخباراتية مع كينيا، في خطوة قد تُفضي إلى سحب صفة “الحليف الرئيسي من خارج الناتو” (MNNA) التي منحتها الولايات المتحدة لنيروبي قبل عام فقط.
التحرك الجديد جاء عبر تعديل قانوني قدمه أعضاء في مجلس الشيوخ ضمن قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2026 (S.Amdt.3628)، ويتضمن:
• إعادة تقييم شاملة لوضع كينيا كحليف رئيسي من خارج الناتو.
• مهلة 90 يومًا لإجراء مراجعة أمنية واستخباراتية شاملة.
• تقديم تقرير سري خلال 180 يومًا يحلل علاقة كينيا بجماعات مسلحة ودول مناوئة للولايات المتحدة.
⸻
🇰🇪 لماذا واشنطن منزعجة من نيروبي؟
تشير تقارير صحفية أمريكية إلى مجموعة من الأسباب الاستراتيجية والأمنية التي تقف خلف هذا التوجه، أبرزها:
- التقارب مع خصوم واشنطن:
• الصين: استثمارات ضخمة في البنى التحتية والموانئ.
• روسيا: تعاون أمني وسياسي يتنامى في المحافل الدولية.
• إيران: علاقات غير تقليدية تشمل تعاونًا دينيًا واقتصاديًا في شرق أفريقيا. - مخاوف حقوق الإنسان:
• اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة داخل كينيا وخارجها، تشمل الاختفاء القسري والتعذيب.
• مزاعم بتقديم دعم لوجستي أو سياسي لجماعات مثل:
• قوات الدعم السريع في السودان (RSF).
• حركة الشباب الصومالية.
⸻
🛡️ ما هي صفة “الحليف الرئيسي من خارج الناتو”؟
تمنحها واشنطن لدول غير أعضاء في حلف الناتو، ولكنها شريكة إستراتيجية، وتشمل المزايا:
• أولوية في المساعدات العسكرية والأمنية.
• وصول خاص إلى التعاون الاستخباراتي.
• اتفاقات لتبادل التكنولوجيا والتدريب العسكري.
كينيا حصلت على هذه الصفة في 2023، باعتبارها شريكًا محوريًا في مواجهة الإرهاب بشرق أفريقيا، لكن فقدانها الآن سيكون ضربة دبلوماسية واقتصادية قاسية.
⸻
⚠️ التداعيات المحتملة إذا سُحبت الصفة:
🔻 عسكريًا:
• تقليص أو تعليق الدعم العسكري الأمريكي.
• فقدان فرص التدريب والتمويل العسكري النوعي.
🔻 اقتصاديًا:
• تراجع ثقة المستثمرين الدوليين.
• تأثر بيئة الأعمال بسبب الغموض السياسي.
🔻 دبلوماسيًا:
• عزل تدريجي لحكومة روتو عن الدوائر الغربية.
• ضغط متصاعد من المعارضة والمجتمع المدني في الداخل.
⸻
🔍 قراءة في التحول الكيني:
تحوُّل كينيا نحو تنويع شراكاتها الدولية قد يبدو تكتيكًا للانفكاك من الهيمنة الغربية، لكنه يضع الرئيس ويليام روتو اليوم في قلب المواجهة بين المحاور العالمية، في لحظة فارقة قد تُعيد تشكيل مستقبل كينيا الاستراتيجي.