متابعات الخبــــر الســــــوداني
في توقيت محسوب بعناية، نفذت القوات الجوية السودانية ضربة نوعية على مطار نيالا، كشفت عن مستوى عالٍ من الاحترافية والتكامل بين الأجهزة الاستخباراتية والقوة الجوية.
العملية تمت عبر رصد استخباراتي معقد ومتابعة دقيقة لمسار الطائرة المستهدفة، ليأتي التنفيذ متزامنًا تمامًا مع لحظة هبوطها، في تناغم نادر بين المعلومة والاستخدام الفعّال للقوة الجوية، دون أن ترصدها أو تعترضها أنظمة الدفاع الجوي المعادية.
إنها رسالة واضحة، مفادها أن من يملك السماء يملك زمام المبادرة، وأن أنظمة الردع الاستراتيجية السودانية باتت تعمل بكفاءة وفاعلية عالية، لا تقتصر نتائجها على الميدان فقط، بل تمتد بتأثيرها إلى ما وراء الحدود.
الضربة وقعت في نيالا، لكن ارتداداتها كانت واضحة في أبوظبي، حيث سارعت السلطات هناك إلى تعليق الرحلات الجوية القادمة من بورتسودان، في رد فعل يعكس عمق الألم والارتباك الذي خلفته العملية.
ولعلنا نقولها بلغتنا السودانية الدارجة: لم يكن ذلك مجرد صراخ… بل “جعير”.
لقد كانت الضربات السابقة بمثابة إنذارات، لكن ما جرى اليوم ربما يكون بداية مرحلة جديدة، مرحلة “الصحوة” من حالة “المريسة” التي خيّمت على خصوم الجيش السوداني، والذين باتوا الآن، على ما يبدو، يدركون أن المواجهة أكبر من قدرتهم على الاحتمال… حتى ولو استعانوا بجيوش أجنبية أو أعادوا أساطيرهم الافتراضية إلى الحياة.
البشريات تلوح في الأفق… وفك الحصار عن الفاشر، وتطهير كردفان، بات أقرب من أي وقت مضى.
إن المعركة تتغير بطبيعة الأرض، فلكل ساحة قتال أدواتها وتكتيكاتها، من حرب المدن إلى الصحارى المفتوحة، ومن المقاتل المدرب إلى خطوط الإمداد المعقدة، إلا أن القيادة العسكرية تدير هذه المعركة بعقلانية واحترافية، وفق حسابات دقيقة: متى؟ وكيف؟ وأين؟
والأيام القادمة ستشهد بإذن الله ما يؤكد ذلك…
فاهربوا إن استطعتم إلى ذلك سبيلاً، لكن الحقيقة أن زمن الهرب قد ولّى.