كتب / عزمي عبدالرازق
متابعات الخبــــر الســــــوداني
نفس هذا المرتزق البائس، الذي يسعى المرجفون إلى تضخيم ظهوره المرتبك في مدينة نيالا وكأنّه حدث خطير وبداية لانقسام البلاد، نسي هؤلاء أنه في الأيام الأولى للحرب، كان هو نفسه يتجول بسيارة مكشوفة أمام البوابة الشمالية للقصر الجمهوري بالخرطوم، فيما كانت قواته تحاصر القيادة العامة وسلاح المدرعات، وتمتد سيطرتها حتى مشارف الولايات الشرقية.
ومع ذلك، ألحق بها الجيش هزيمة ساحقة، وانتزع منها مواقع استراتيجية كبرى؛ من مصفاة الجيلي إلى قاعة الصداقة، ومن جبل أولياء إلى سوق ليبيا، مروراً بكل مقرات الدولة وبيوت المواطنين. يومها انكسرت شوكتهم ودُفنت أوهامهم في التراب، فلم نعد نسمع شعارات “مسيطرين” ولا “سلّم يا برهان”.
لقد رسّخت تلك التجربة إيماننا بجيشنا العظيم وقواته المساندة، وبشعبنا الصامد العنيد. ومن المؤكد أن دقلو وتابعه الحلو لن يبيتا ليلة أخرى في نيالا، وأن الفاشر وكردفان ستنتصران بإذن الله، كما انتصرت مدني وأم درمان وأم روابة، فالحرب بخواتيمها، كما قالها الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبد الله من قبل، ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً، وستعلو وتنتصر إرادة الأمة على هذا المشروع الاستعماري وأدواته من الكوادر الرخيصة المنقادة بلا هدى.