الخبر السوداني

عثمان ميرغني..يكتب ✍️ ..عام 2025 ..

حديث المدينة:

متابعة الخبر السوداني

قبل مائة عام، أي في العام 1925 تأسس الجيش الوطني تحت مسمى “جيش الدفاع السوداني”.. وفي العام ذاته تأسس مشروع الجزيرة بعد اكتمال تشييد خزان سنار.. وفي العام 1925 نفسه صدر قانون الشركات السوداني.. واحد من أعظم القوانين التي شكلت عظم ظهر اقتصاد السودان؛ ولا يزال ساريا.. وفي العام 1925 أيضا صدر “قانون تسوية الأراضي وتسجيلها”.

كثير من المؤرخين يعتبرون سنة 1925 عام تأسيس حقيقي للدولة السودانية المعاصرة.. بعد معركة كرري في 2 سبتمبر 1898 ودخول الجيش البريطاني إلى امدرمان العاصمة الوطنية آنئذ.. بدأت مرحلة بناء الدولة السودانية الحديثة بتأسيس كلية غردون التذكارية التي تحولت إلى جامعة الخرطوم.. ثم شيدت عشر مدن جديدة منها بورتسودان و عطبرة وكوستي وغيرها.. و توقف بناء الدولة خلال فترة الحر ب العالمية الأولي (1914-1918).

ثم كانت ثورة 1924 و اغتـ؛ يال السير لي ستاك نقطة التحول التي بدأت مرحلة حقيقية من بناء الدولة السودانية الحديثة في مساراتها كافة..

الآن.. نحن على أبواب المائة الثانية من عمر الدولة السودانية الحديثة.. حوالي أربعة أسابيع و يطل على السودان عام 2025 ليكون فاتحة مئوية جديدة تستلزم التجديد في الدولة السودانية تستشرف بها مرحلة بناء جديد على أسس معاصرة ..

رغم الظروف التي يمر بها السودان إلا أن الحكمة تقتضي أن ينشأ فكر جديد يتجاوز الواقع ليؤسس للجمهورية الثانية التي تستلهم من تجارب المائة سنة الماضية دروسا وعبرا تصمم لوحة المستقبل الذي يتمناه السودانيون.

المرتكزات التي يجدر أن تنهض عليها الجمهورية الثانية .. بدءا من يناير 2025 :
أولا : تأسيس حقيقي لأمة سودانية واحدة موحدة في أهدافها.
ثانيا: الارتقاء بالإنسان السوداني إلى أعلى الدرجات التي تجعله أهم أصول الدولة السودانية وأثمنها.
ثالثا: دولة القانون والعدالة.
بناء الدولة السودانية الحديثة يستلزم أن تكون الأولوية لاطفاء نيران الحريق الذي يلتهم أطراف البلاد و أهلها.. ومهما ظن البعض أن الأمر عصي دونه كثير من الهضاب و الصخور لكنه في الحقيقة ميسور وفي متناول اليد ان توفرت الارادة السياسية الصادقة والعزم على رفع الأثقال التي يحملها الوطن والمواطن.

من الحكمة أن تتركز الجهود في مسار الحـ؛ رب على إنهائها بأعجل ما تيسر بشروط الشرعية التي تجعل الجيش هو القوة الحصرية لحماية السيادة والقانون.. في ذات الوقت الذي تتشكل فيه هياكل الدولة وتعمل بأقصى قدرتها لبناء الدولة السودانية الحديثة.

البعض يعتقد أن الترتيب هنا بالتوالي.. تخرج البلاد من حالة الحـ؛ رب أولا ثم تبدأ رحلة البحث عن مستقبل مشرق.. وهذا خطأ فهما مساران متوازيان من جملة مسارات أخرى كلها موازية..
مسار الجهد العسكري الذي لن يتوقف طالما هناك تمرد.. موازي أيضا لمسار التفاوض الذي يبحث في تحقيق الأهداف ذاتها لكن بوسيلة مختلفة.. عبر الحوار والتفاوض .. أيهما بلغ الهدف أولا – حـ؛ربا أو سلما- فلا حرج في ذلك.

نحن في حاجة للنظر للدولة السودانية بمعيار كلي يتجاوز الراهن إلى المستقبل العريض .. مداوة الآلام بالآمال..
آلام الحاضر بآمال المستقبل..

حديث_المدينة الثلاثاء 3 ديسمبر 2024

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.