الخبر السوداني

قطع الاعناق و لا قطع الأرزاق……….

كتب / الغالي الزين

أول من سمعت منه هذه العبارة هو الرئيس العراقي صدام حسين في شهر أغسطس ١٩٩٠م قبل دخول قواته للكويت بساعات …..
كنت استمع وأقف كثيراً عند خطابات صدام حسين و يعجبني فيها قوة التعبير و تعزيز الرأي بالأمثلة و الحكم …..
لم أكن بعثياً لكني كنت احترم فيه الجرأة و صدق التعبير و من أكثر المتابعين لخطاباته لأنه يشد السامعين و المشاهدين له من أول عبارة في كلامه ….
بحكم اقامتي في العراق كنت اعتبر أن أي قرار يصدره داخلياً او خارجياً يهمني كمواطن يصيبني ما يصيب المواطن العراقي و يؤلمني ما يؤلمه ……
عندما تستمع أو تشاهد أو تقرأ لصدام تحس أنك تتابع صحفي محترف يعرف كيف يضع العناوين الجاذبة للقراء ليستميلهم لشراء أكبر عدد من صحيفته و يجبرهم على متابعته ….
صدام حسين ليس بدعة من الرؤساء فهو بشر يصيب و يخطيء و لن أكن مبرئاً له من كل عيب لكني أشهد بأنه كان شجاعاً قوياً مقداماً ، قارئاً للتاريخ ، مشبعاً بالثقافات و ملماً بأدق تفاصيل بلاده و له المقدرة على التنبؤ و الاستنباط……..
كان مرتب الأفكار هاديء في خطاباته و واثق من نفسه ، يشاور وزراءه و يتخذ قراره……
هذه المقدمة تقودنا للمقارنة بما حدث بين الكويت و العراق سابقاً و ما يحدث بين السودان و الإمارات اليوم …..
الشبه بين الموقفين هو اتهام العراق للكويت بسرقة نفطه من الحقول المجاورة لحدود البلدين و كان يطالب الكويت بالتعويض الكامل عنه . أذكر ان تقديراته كانت تقدر بعشرة مليار من الدولارات في ذلك الوقت و تدخلت الوساطة العربية في مؤتمر الرياض بأن يقبل العراق بتسعة مليار دولار فرفض إلا حقه على دور المليم ….و حدثت مشادة كلامية بين سعد العبد الله رئيس الوفد الكويتي و عزت ابراهيم رئيس الوفد العراقي جعلت الوفد العراقي يغادر فوراً لبغداد ليأخذ العراق قراره بدخول الكويت في أقل من ثمان و أربعين ساعة و هو الوقت الذي ابتدر فيه صدام حسين خطابه بالعبارة ( قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق ) ……
أذكر في ذات الوقت أن صحفية أمريكية أجرت لقاءً مع صدام حسين وسط تحشيد الجيوش العالمية براً و بحراً و جواً لغزو العراق فسألت صدام :
ألا تخاف على العراق وعلى نفسك من هذه الحشود فقال لها :
العراق في تاريخه تعرض لغزو عشرات المرات ( تبخَّر خوموتبخر ) أي هل تبخر ؟ لم يتبخر . أما (آني) بمعنى أنا الآن عمري ثمانين سنة ( اشقد ) يعني كم رايح أعيش بعد !!!!!
الدروس المستفادة من هذه العبارة هي أن الموت السريع أفضل و أهون من الموت البطيء ….
و لأن يموت الإنسان شنقاً أو رمياً بالرصاص أهون عليه من أن يموت بالتعذيب الجسدي و التجويع و العطش و الإذلال . و أن من يسرق قوتك يستدرجك للموت البطيء …
و لتقضي دولة الإمارات على الشعب السوداني سريعاً جربت فيه الموت رمياً برصاص الدعم السريع ، و شنقاً بحباله ، و تنكيلاً بأعراضه ، و سرقةً و نهباً لأمواله و ثرواته ، و سبياً لنسائه ، فوجدته صابراً و صامداً لم تنكسر شوكته أو تلين عزيمته ……
ثم وجدت في جيشه حائطاً صلداً و سداً منيعاً يصعب اختراقه فلجأت لضربه ( تحت الحزام ) و تعني الضربة القاضية للإذعان للهزيمة و الاستسلام…….
بعد أن فشل كفلاؤها و عملاؤها في هزيمة شعب السودان و جيش السودان بكل الأساليب القذرة و الممارسات اللا أخلاقية و اللا انسانية و اللا دينية ها هي تتدخل بكل صفاقة و تجبر و ترمي بكل نيرانها بتوجيه ضرباتها لمحطات الكهرباء و المياه و البنى التحتية في مدن و مواني و مطارات البلاد لتعطيل حركة السير و إيقاف عجلة الحياة . و خنق المواطن السوداني امعاناً في إذلاله و تركيعه حتى يكون مطية لها للاستيلاء على أرضه و الإستئثار بثرواته لكن هيهاتمع أجيال البطولات !!…….
تفعل كل ذلك و هي لا طبيعة شعب السودان و أرض السودان و لا تدري أن أغلب شعب السودان لا يعيش على الكهرباء و لا يملك السيارات الفارهة و لا يعرف الرفاهية الزائفة ، إنما هو شعب عامل و منتج و قد حباه الله بأراض خصبة و مياه عذبة و ثروات فوق الأرض و تحت الأرض….. و تربة متجددة و مناخات متعددة تؤتي أكلها طول العام . فما انقطعت خيرات المناخ الإستوائي إلا و أعقبتها خيرات السافنا الغنية ، و الفقيرة ، و شبه الصحراوية ، و الصحراوية من بقل و غثاء و فوم و عدس و بصل و قمح و ذرة بأنواعها بيضاء (ناصعة) ، و صفراء (لامعة) ، دخن و ماريق ، طابت و ود احمد ، و قدم الحمام و دَبَر ، و عَكَر و ود عكر ، زريزيرة و فتريتة ووغيرها …..
إضافة إلى المحاصيل الزيتية و النقدية من سمسم و فول و حب و قطن و ( داقريش) و هذه الأخيرة لا يعرفها إلا القليل …..و أضف الصمغ و الكركدي … و فواكه من موز و منقة و برتقال و قريب و فراولة و تمر بأنواعه و نبق و لالوب خُضَر بأشكال و أنواع ….
و لحم بقرٍ و غنمٍ مما ( يذبحون ) ، و لحم إبلٍ مما ( ينحرون) ، و لحم طيرٍ مما (يشتهون) ….
و بذلك هم يعيشون في جنة الله في الأرض ……
فمن يمسك رحمة الله إذا هو أرسلها ؟ …..
و من يرسلها اذا هو أمسكها ؟؟؟ …..
أن كنتم تظنون أن طائراتكم و مسيراتكم و قاذفاتكم ستقلع السودان من الأرض فذلكم رجع بعيد …..
و إذا أخذتم أنتم و رهطكم وأحلافكم و أمم معكم مِنَّا غنيمة فلن تسلبوا منَّا عِزَّاً و لن تكسروا فينا عزيمة …….
حسناً فعل مجلس الأمن و الدفاع بإتخاذه قرار قطع العلاقات مع دويلة الشر الإمارات و ليته بعدها يقول (قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق) ……….
كدي ياجماعة (أنَّفهم) نيزك المناصير ما ياهو الحجر الأسود المعروض في دبي و بتفرجوا فيه الاماراتيون ؟ …
أقطع ضراعي لو ما الطير ديل قايلنو الحجر الأسود !…….
ما تقلقوا عليه اعتبروه كرت أحمر و برجع ….
عمره ما في لاعب سرق ليه كرت أحمر و لا أصفر إلا الاماراتيون …..
قايلنو مكتوب فيهو حاجة ههههههههه…..
( قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق ) قولوها يا مجلس الأمن و الدفاع ….
اذا قلتوها ما (بِتْكَلِّفْكُم) ونحنا (بِتْرَيِّحْنا) ……!
و لا تنتظروا من يطفيء معكم النار بل انتظروا من يخمد النار من مصدرها …….
و ما حك جلدك مثل ظفرك ……..
أو كما قال لعله المتجهجه الأممي :
( و من لم يمت بأبو الفرَّارِ مات فطيساً )…….

الغالي الزين حمدون
٢٠٣٥/٥/٦م

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.