متابعات الخبــــر الســــــوداني
في الاخبار أن رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان تلقى اليوم رسالة شفوية، من رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستين-أركانج تواديرا، حملها وفد الجهاز الأفرو أوسطى برئاسة الفريق أول هنري وانزين مدير جهاز المخابرات بأفريقيا الوسطى مستشار الرئيس، وقد حضر اللقاء مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل. وجريا على معتاد النص البرتكولي الشائع فقد تطرق اللقاء إلى مسار العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ، بجانب القضايا ذات الاهتمام المشترك. لكن قطعا وحكما فإن الطرق والتطرق طال موضوعات أدق من هذا التعميم المعتاد .
2
هذا اللقاء بإسم بلدوالضيف ووظيفته بالضرورة يمثل مادة للفحص والإستبصار . لمن ترشده احيانا الاخبار العامة والمعتادةوخاصة في شقها الأمني والدبلوماسي والتي هي عادة (إن شفت لا تكشف) وهي موازنة دقيقة معلومة لكنها بالضرورة ترشد وقد قلت مرة ان بعض المعلومات قد لا تحتاج لإشهار قدر انك يمكن تحسسها من مؤشرات . وقياسا على هذا أكرر زعمي القديم أن أداء الحكومة أو الجيش . سمى ما تشاء ودبلوماسية المخابرات _ جيش وأمن _ وبالضرورة الدبلوماسية تدير نطاق ملفها الأفريقي بثبات إنفعالي ممتاز . وبنهج المعرفة الحذقة وبشكل يخالف الشائع من خطف المواقف وتحليل الأحداث بظاهر إنفعالات نصف المعلومة وربعها واحيانا بالتصنيع من بعض ضاربي الرمل .
3
لاحظت منذ فترة ليست قصيرة ان ظلال تشاد في المشهد الحالي بحرب السودان تراجعت . وخف التعرض اليها .وبشكل ما _ وفق معلومات تخصني _ يبدو أن اندفاعها في التورط صارت فيه ممسكات بدأت في ابطاء حركتها . ذات الأمر بالنسبة لأفريقيا الوسطى مع ملاحظة أن مؤشرات ميدانية صارت اقرب لتفسير أن تدفقات وانشطة الدعم السريع تبدو أقرب لحالة من إنقطاع الإمداد والقليل الذي يبرز ظلال الشكوك فيه تتجه الى جيب منطقة كاودا . او الحرف الحدودي مع جنوب السودان المتاخم لجنوب كردفان ناحية وجود قوات عبد العزيز الحلو وهي تسهيلات نفسها تبدو ليست محل إتفاق وإجماع من المكون المحلي للجيش الشعبي !
4
تداعيات إرتداد الخسارة المحققة على الدعم السريع وفشل انجازه العسكري ميدانيا وتراجعه غربا . ستجعل كامل دول النطاق الغربي للسودان وتحديدا ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى تحت خيارات تدابير كونها ستكون ربما (المكب) لقوة وعناصر لا خيار لها الانخراط في فرق واطراف الصراعات بتلك الدول وهو إحتمال مفزع سيضطر اكثر من بلد لمراجعة تقديرات السابقة واللاحقة . وأظن وبشكل ما ان في وسط هذه الفرج يقوم السودان بأدوار ما في التنبيه والتنسيق والترتيب . وفي صمت صارم وسكوت . وهذا في تقديري قد يشمل الجبهة الشرقية (القرن الافريقي) والحسابات في تلك الناحية وان لا ترتبط بالحرب في السودان لكن تفاعلات متصاعدة فيها ستجعل الجميع على اتصال معه وتواصل حيث انه يقبل القسمة على كل اطرافه المتصالحة او المتصارعة كما انه بلد مطل على البحر الاحمر . لذا هل لاحظتم مثلا أن انشطة تأسيس وأنشطتها تتراحع من هناك الى كينيا . وحتى في كينيا قد لا تدوم