كتب / الغالي الزين حمدون
متابعات الخبــــر الســــــوداني
تفنتارة الزبير … تفنتارة غانم … الحرانية عجبنا … منفور … الرضوانية … جراد ….
قرى صغيرة بعدد الأصابع… لم يتعدى سكانها الألف مدَّا و ( كسرٍ ) من الألف عددا …. مساكنهم من القش …. رزقهم في الحش ( نظافة الزرع من الحشائش ) … و منهم رعاة شبه حفاة و عراة إلا من القيَّم و الكبرياء … موسومون بالكرم … لا ينقطع منهم عشم …. لم ( يستوزر ) أو (يُسْتَوْلَى) أو ( يُستعمد ) منهم أحد …
قرى بعيدة عن الضفاف ، تعيش حد الكفاف… تستشرف المطرة ، و تشرب من ( المَتَرَة) … يوقدون بالعويش ، و يستسقون من (المشيش) ….
و لم يشتكوا ضعفاً أو تهميش !! …
من محلية أم روابة … و ام روابة غنية عن السؤال … و اذا (جاز عنها) فمن بارا و ديك امروابة …. و الأبيض غرِّد حبابة…. و النهود الآسر شبابها …. ( وا حلاتها ) عروس الرمال ……
قرى ولدت من رحم تلك المدن التليدة الآسرة ( المخنوقة ) بحبال عصابات مليشيا الدعم السريع …. ما كان لها إلا تقطع عهداً ألا يخرجن أحدٌ منها إلا جثة و صريع …..
هم من قبيلة الجوامعة ( لا فخر ) أهلي و أنا منهم ، يُعْرَف أثرهم بالجُود و ( يُعْلَمُ ) …
عندما نادى نداء الوطن (أيا خيل الله اركبي ) و من ذا يلبي نداء الوطن عند المطلبِ !…
أعدوا القوة و رباط الخيل …. و سبحوا في البيداء يكسوهم جُنح الليل … جانبوا (الملامة) و ارتادوا معسكر (الكرامة) امتداداً و اسناداً لمعركة الكرامة…. لم يتخلف منهم إلا من به مرض أو مرفوعٌ عنه حرج ….
بضع قرى من إدارية فقيرة ، و محلية صغيرة و ولاية شاسعة وكبيرة تخرج بهذا المهرجان التخريجي الفخيم لمجاهديها و مستنفيرها لتقول للناس :
ما جمعتنا عصبية القبيلة بل نستعصم بالقِيِّم النبيلة ….
خرجنا للوطن ما للقبيلة ……
يتقدمهم فتية آمنوا برب العباد …. و سرت في دمائهم عصمة البلاد …. فسمُّوا متحركهم باسم شهيدهم و عميدهم ابن المنطقة و الولاية و ابن السودان محمد عبد الله البدوي (الصياد) من قرية السميح … استشهد حادياً للركب … و كانت شهادته (مُنْيَة و غاية) …. و لم تسقط بعده الراية ….
قالوا :
بسم الله مجراً و مرسىً …. لا يهابون الموت و لا يخافون مكراً …..
فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى “
اللواء الهادي عبدالله… اللواء المرضي الصديق … اللواء محمد آدم ابو شنب و إخوة لهم و رفاق “… رفعوا راية الصياد … كسروا (عضم) العدو و غنموا منه العتاد …
و عزموا إلا يتركوا (خائناً ) تؤتى منه البلاد ، و لا ( عميلاً ) يقضُّ مضاجع العباد …
أولئك و (هؤلاء) و (أولاء) و (هم) و (إخوانهم) و ( هنَّ ) (أخواتهن) تختاهم ( الخذلة ) و ( الملامة ) …. في سبيل الوطن تحدوهم شهامة …
كبَّروا و هللوا و خاضوا معركة الكرامة ….. ارتقى شهيدهم قامة….. ارتفعت رايتهم فوق الهامة …. يضمدون جرحاهم بطرف العمامة …….
في الحارَّة و الباردة ما بينهم ملامة …..
فمن غيرنا يعطي الوطن أن يحيا و يعيش….
من غيرنا يطفيء النار من خبء العويش…..
من غيرنا يحمي عرين الأجداد و الآباء…..
و من غيرنا يحيي نافلة الكبرياء ….
و ماذا لو احتذت قرى كردفان و أخواتها من قرى السودان حذوهم ! ….
لهم التحية و لله درهم …
الغالي الزين حمدون
٢٠٢٥/٥/٢٧م
القاهرة..