كتب / محمد ادم جوليت
متابعات الخبــــر الســــــوداني
اذ نخاطب في هذا المقال إنسان(مدينة بارا) وركأئز وقادة مجتمعاتها، وليتنا نجد الأُذن ألصاغية، التي يهمها امر بارا وقراها ويتحرك فيهم صوت الضمير لمايجري لأهلنا فيها، وحادثة الأمس في (شق النوم) لخصت كل التفاصيل، وهذا الأمر ليس الغرض منه تبرئة القصور لذات الأختصاص (قواتنا المسلحة) الذي لازمها، وهي ليست ببعيدة عما يحدث ولم تكن شق النوم هي أخر مجازر المليشيا، في هذا الظرف نتوقع المزيد من المجازر والاسئلة الدائرة كثيرة حيال ذلك… فنحن ابناء الهجانة قبل الميلاد ولكن لغرض في نفس يعقوب ساشرحه لاحقاً.
مدينة بار لديها تاريخ ضارب في أعماق الماضي، وتجارب صنعت واقع الحاضر، وطموح يرسم ملامح المستقبل، هي روح القوة التي توارثتها الأجيال وراية تسلمتها أجيال تلو أجيال، عاشت دائماً في ظل إرث الماضي وتحدي الحاضر وطموح المستقبل في كل حقبة زمنية، فالأجداد كانوا آباء والآباء كانوا أبناء، كما هو جيل اليوم أبناء يستلمون الراية ليسلموها غداً، جيل تلو جيل ومجد فوق مجد، وحاضر مجيد يقف على ماضٍ تليد ليحمل مستقبلاً واعداً، اليوم ليس يوم لسرد التاريخ الذي يجهلوهُ اؤلئك (الجن جويد)الاوباش، وهاهو التاريخ يعيد نفسه مع اختلاف الزمان، لكن المكان نفسه، جرائم ترتكب وقرى تشرد وهذ الذي ظللنا نحزر منه قواتنا المسلحة وكنا ندعوها للتعجل بتحرير شمال كردفان لانها كلمة السر في تحرير الوطن برمته مع كل ذلك لانمل من ارسائل الرسائل لكن اليوم رسالتنا تختلف اذ نخاطب مجتمع بارا بنفسه، تلك اللحمة الاجتماعية التي تتمتع بها مدينة بارا تمثل العمق الاكبر والدور الأبرز في صنع القرار وتحريها من ايادي البطش والتنكيل، لذلك ظللنا ننادي اهل بارا لأنهم يملكون مفاتيح الخروج من هذه الازمة اذا ما استخدموا نفوذهم وسلطتهم تجاه مكونات الدولة السياسية والعسكرية، مدينةبارا اليوم تحتاج لمن يحمي هويتها الاجتماعية، لدينا ايمان راسخ انها ستصمد صمود الجبال كما صمدوا اهل( شق النوم) بالامس وهم يواجهون دولة باكملها معركة غير عادلة لكنهم لغنوا العدوا درساً في البسالة والصمود وقدموا ارواحاً تجاه انفسهم واموالهم وان شاء الله ستخرج كردفان عامة من هذه الازمات منتصرة بإذن الله تعالي، ونحن في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الدولة الكل انشغل بتوزيع المناصب وساد الصمت المريب تجاه معانات الاهل في المناطق التي لم تحرر بعد وانخفضت المُهامات العسكرية وتراجعت وبتنا نرى كل يوم انتهاك تلو الانتهاك، حيث كنا نمني النفس ان نرى الوعود الصادقة والسواعد التى تعشمنا فيها ولازلنا نتعشم فيها بان تسرع في دوران خطاه للتحرير المناطق التي نفذ صبر اهلها من تلك الاعمال التي لا تمد بصلة للانسانية، وحين تصمت الدولة يجب على الاعيان مخاطبتها والاستفسار فيما يخص المناطق في ايجاد حل وطريق للخروج من هذه الازمة لكي نصحي فيها صوت المسؤولية والضمير، السادة مجتمع بارا في غياب الدولة يأتي دوركم كأبناء لهذه المنطقة لتقفوا صفًا واحدًا واضعين في الاعتبار ان هذا العداء الغرض منه التخريب والسلب والنهب لا خلاف فيه والوقوف ضده واجب وطني وأخلاقي
وهاهم الجنجويد يضعون الخطط لكتساح ماتبقى من المناطق إذا ما تم تنفيذ تلك المخططات المشئومة التي تهدد أمن واستقرار بارا فإنها للأسف سوف تطال كل بيت في شمال كردفان ولن يستطيع أحد أن ينجو بنفسه. إن هذه المخططات لا تعرف حدودًا وستكون آثارها كارثية على جميع الأصعدة. افيقوا وادركوا انفسكم إنها لحظة الحقيقة ولا توجد مناطق رمادية إما أن تقفوا معًا بكل قوة وعزيمة أو تكونوا عرضة للضياع والتشتيت إن تماسكم والتفافكم هو السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات والتصدي لها بكل حزم، اتحدوا جميعاً وكونوا يدًا واحدة في وجه كل من يحاول النيل من أمنكم واستقراركم
ولنا عودة ان شاء الله